الرياضة في الإماراتأداة سياسية لتحسين الصورة الدولية
2025-10-14 05:03:02
أشارت صحيفة “تلغراف” البريطانية إلى أن الإمارات العربية المتحدة تستخدم الرياضة كأداة أساسية في سياستها الخارجية لتحسين صورتها الدولية، على غرار ما فعلته روسيا تحت قيادة فلاديمير بوتين. ومن خلال ملكية العائلة الحاكمة في أبو ظبي لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، واستضافة سباق جائزة أبو ظبي الكبرى للسيارات، فضلاً عن تنظيمها العديد من الأحداث الرياضية البارزة مثل كأس العالم للكريكيت “تي 20” وبطولات التنس والغولف، أصبحت الرياضة في صميم النظام الإماراتي.
ووفقاً للصحيفة، فإن الإمارات وروسيا تربطهما أوجه تشابه متعددة، ليس فقط في استخدام الرياضة كأداة دبلوماسية، بل أيضاً في مواقفهما السياسية. ففي اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، امتنعت الإمارات عن إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، مما يعكس تقارباً في المواقف بين البلدين.
منذ تسعينيات القرن الماضي، اتخذت الإمارات استراتيجية واضحة لتعزيز صورتها الدولية من خلال الرياضة. فعلى الصعيد المحلي، استقطبت المؤسسات الرياضية العالمية عبر تقديم تسهيلات مالية وإعفاءات ضريبية. وفي عام 2005، انتقل مجلس الكريكيت الدولي من لندن إلى دبي بعد أن قدمت الإمارات عرضاً مغرياً يشمل أرضاً مجانية وإعفاءً ضريبياً لمدة 50 عاماً. كما جمعت أبو ظبي بين ملكيتها لنادي مانشستر سيتي ومبادرات رعاية رياضية واسعة النطاق حول العالم.
ولم تتوقف جهود الإمارات عند هذا الحد، فشركة “طيران الإمارات”، المملوكة من قبل حكومة دبي، تمتلك حقوق تسمية ملعب أرسنال منذ عام 2006، وترعى كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وناديي ميلان وريال مدريد، فضلاً عن رعايتها لأحداث كبرى في التنس والغولف والكريكيت. هذه الجهود وضعت الإمارات في مركز الصدارة كوجهة رياضية عالمية.
من الناحية الدبلوماسية، يرى الباحث سيمون روف من جامعة “إس أو إيه إس” في لندن أن الإمارات جعلت الرياضة محوراً رئيسياً لسياستها الخارجية، حيث تسعى إلى تقديم صورة مشرقة عن الدولة للعالم. فامتلاك المراكز الرياضية وإدارة الأحداث الدولية يمنح الدولة شرعية ومكانة دولية.
غير أن الصحيفة أشارت إلى أن هذه الصورة اللامعة تخفي وراءها واقعاً أكثر قتامة. فالإمارات، على غرار روسيا، تتجاهل انتقادات المجتمع الدولي فيما يتعلق بسجلها في مجال حقوق الإنسان. فقمع المعارضين الإماراتيين وعائلاتهم، فضلاً عن دور الدولة في الحرب باليمن الذي أسفر عن سقوط آلاف المدنيين، يتم التغاضي عنه في سياق هذه العلاقات الرياضية الدولية.
وتؤكد المنظمات الحقوقية أن الهيئات الرياضية الدولية، رغم ادعائها بعدم الموافقة على هذه الممارسات، لا تعتبر هذه الانتهاكات سبباً كافياً لقطع علاقاتها مع الإمارات، نظراً للفوائد الاقتصادية الهائلة التي تجنيها من هذه الشراكات.
في الختام، تشير الصحيفة إلى أن الرياضة العالمية بدأت تحاسب روسيا على أفعالها، وأنه على الرغم من محاولات الإمارات تفادي المساءلة، فإنه سيأتي يوم تضطر فيه هذه الهيئات إلى محاسبة الإمارات على انتهاكاتها، ومحاسبة نفسها على تقصيرها في الدفاع عن القيم التي تدعي تبنيها.